فتحي المسكيني : الهوية والحرية



ليست الفلسفة من فتنة الهوى في شيء. فهي نمط نادر من إنتاج الحقيقة، وإعداد للعقول الحرة، والتزام مدني بقيم المعرفة، وتعهد لغيريتنا وقدرتنا على المواطنة العميقة. لأجل ذلك آثرنا أن نعقد هذا الكتاب تحت هدي إقرار نظري وأخلاقي واحد، ألا وهو أن الفلسفة، هي فن البحث عما سماه نیتشه ذات شذرة أنوارا جديدة». هي أنوار جديدة في معنى أنها «أخرى، واجذرية»، كما صار يقال منذ أمد قليل، في كرة واحدة . ليست جديدة» في معنى الجدة الزمانية فحسب، حيث لا تكون على الأغلب سوى خروج عن الألفة بمعاندة. كما أنها لیست جذرية» في معنى العودة إلى الأصول السحيقة لأنفسنا، حيث ترتاح العقول المتعبة، متعللة على الدوام بأن الوقت غير مناسب لقلب القيم، - إن الفلسفة هي فن البحث عن «أنوار أخرى، وهي أخرى، من قبل أنها آخرية بامتياز، إذ هي تستمد شرائط إمكانها من تواشج فذ و عمیق بین احتمال الحرية ما في عقولنا والتزام عميق بالمشترك في غيريتنا. هي «أنوار أخرى، لأن الفلسفة لا يمكن أن تكون إلا حرة ومشتركة بين أصدقاء الحقيقة.

رابط تنزيل الكتاب : الرابط هنا


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

هيغل فنومينولوجيا الروح